EN
:  حجم الخط
رسالة إلى طفل...الجسم السليم في النوم السليم

النوم آية عظيمة من آيات الخالق سبحانه، قال تعالى: "ومن آياته منامكم بالليل والنهار" (الروم، 23).  هل تعلم يا بني أن الإنسان الطبيعي يقضي حوالي ثلث حياته نائما، فمن بلغ الستين من عمره يكون قد نام حوالي عشرين سنة. فهل يعقل أن تكون هذه الفترة بدون وظائف وفوائد للإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم!

الأطفال يحتاجون إلى النوم مبكرا والحصول على ساعات نوم تناسب أعمارهم. فالطفل يحتاج أن ينام أكثر من الشخص البالغ حتى ينمو جسمه وعقله بشكل طبيعي.  فعلى سبيل المثال، يحتاج الطفل في المرحلة الابتدائية إلى 10-11 ساعة نوم يوميا، ويفضل أن تكون كلها بالليل وليست مقسومة إلى جزئين ليلي ونهاري. لذلك لا بد أن يذهب الطفل إلى فراشه مبكرا.

العلم الحديث يخبرنا أن النوم وظيفة عضوية مهمة للجسم مثلها مثل الأكل والشرب يحتاجها كل إنسان بصورة يومية حتى تعمل أعضاء جسمه بصورة طبيعية. والنوم ليس إغماء أو فقدان للوعي وإنما مرحلة عضوية نمر بها كل يوم تحدث خلالها أنشطة مهمة لأجسامنا.  فهل تعلم أن نمو الأطفال يعتمد على إفراز هرمون النمو بشكل طبيعي وكاف في أجسامهم، وأن هرمون النمو يفرز في الجسم خلال النوم وبالذات النوم العميق، أي أن الذي لا ينام نوما كافيا قد يتأثر نموه. وهل تعلم أن قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات والميكروبات المعدية التي تسبب العديد من الأمراض والالتهابات تعتمد على حصول الطفل على ساعات نوم كافية لعمره. فالطفل الذي لا ينام ساعات كافية يكون جسمه معرضا أكثر من غيره للالتهابات ونزلات البرد.  كما أن الطفل الذي يسهر ولا ينام ساعات كافية بالليل يكون عرضة بشكل أكبر للإصابة بالسمنة وزيادة الوزن وما يتبع ذلك من مضاعفات. ويعتبر النوم مهما لتكوين قدرات الطفل العقلية ولتحسين تحصيله وأدائه العلمي.  فالأطفال المتفوقون في صفوفهم ينامون عادة أكثر من الأطفال الغير متوفقين.  كما أن النوم بشكل جيد وكاف ليلة الامتحان يؤدي إلى نتائج أفضل. 

وحتى نحصل على نوم مريح وصحي لا بد لنا من إتباع بعض العادات الصحية قبل النوم.  فمشاهدة التلفزيون أو اللعب بألعاب الفيديو حتى ما قبل وقت النوم ينتج عنهما صعوبة وتقطع في النوم وقد يسببان الكوابيس للأطفال.  لذلك لا ينصح باللعب بألعاب الفيديو او العمل على الكمبيوتر قبل النوم بساعتين. كما يجب ان تكون الإضاءة في غرفة النوم خافتة لأن الإضاءة القوية وقت النوم تؤثر على جودة النوم.

لذلك يا بني وجب أن تدرك ان العقل السليم والجسم السليم هما في النوم السليم الذي خلقه الله لنا لنستعيد نشاطنا ونبدأ يوما جديدا مليئا بالنشاط والحيوية.

 

أ.د. أحمد سالم باهمام
كليةالطب-جامعة الملك سعود
أستاذ واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم
مدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم

Share