EN
:  حجم الخط
النوم عند المصابين بمرض شلل الرعاش - مرض باركنسون

مرض باركنسون أو مرض الرعاش مرض عصبي معروف يصيب الجهاز العصبي ويظهر عادة عند كبار السن. وينتج المرض بسبب تلف وموت بعض الخلايا العصبية في أجزاء من الدماغ ويعتبر أحد أمراض الجهاز العصبي المركزي التنكسية وهو مرض يظهر ببطء وتسوء الحالة تدريجيا.

وللمرض أعراض عصبية وأعراض غير عصبية. سنتحد اليوم باختصار عن الأعراض العصبية ومن ثم نفصل في جزئية من الاضطرابات غير العصبية وهذه الجزئية هي اضطرابات النوم التي تصيب هذه الفئة من المرضى.

الأعراض العصبية تشتمل:

  • الرعاش: رجفة في اليدين والذراعين والساقين والفك والوجه تختفي عند الحركة
  • الصلابة: حيث يصاب المريض بتصلب في الأطراف والجذع
  • بطء الحركة: تكون حركة المريض بطيئة وكلامه نغمة واحدة أو يمكن وصفه بالرتيب
  • تعذر الحركة: صعوبة في بدء الحركة
  • عدم الاستقرار وفقدان التوازن بسهولة: اختلال التوازن

وهناك أعراض أخرى للمرض تشمل الاكتئاب والقلق والخرف (اعتلال التفكير والذاكرة)، وصعوبة في البلع والمضغ، مشاكل في المسالك البولية أو الإمساك، والبشرة الدهنية جدا أو الجافة جدا، التعرق، ومشاكل واضطرابات النوم. ومن المهم التنبيه هنا إلى أنه ليس بالضرورة أن تظهر كل هذه الأعراض عند المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون.

ومرض باركنسون يؤثر على الرجال والنساء. ومتوسط ​​عمربداية مرض باركنسون هو عادة 61 سنة، ولكن الأعراض قد تبدأ في وقت مبكر، سن 40 أو حتى قبل.

اضطرابات النوم عند مرضى الرعاش:

هناك عدد من اضطرابات النوم تكون شائعة عند مرضى الرعاش وبعضها قد تظهر قبل ظهور الأعراض العصبية بسنوات مثل الاضطرابات الحركية والسلوكية أثناء مرحلة الأحلام. ويمكن تصنيف اضطرابات النوم التي تصيب مرضى الرعاش إلى الفئات التالية:

  • الاضطرابات التي تصاحب الأعراض العصبية للمرض: حيث تؤثر الأعراض العصبية مثل بطء الحركة والرعاش وتوتر العضلات الذي يحث في الصباح.
  • اضطرابات النوم المعروفة التي تكون أكثر شيوعا عند مرضى الرعاش:
  1. - الاضطرابات الحركية السلوكية أثناء مرحلة الأحلام: وسنتحدث بتفصيل أكثر عن هذا الاضطراب أدناه بسبب قلة معرفة الكثير من المعالجين بهذا الاضطراب حيث يظن البعض أنه اضطراب نفسي.
  2. - الأرق: ويعتبر الأرق أكثر اضطرابات النوم شيوعا عند مرضى الرعاش. وقد يعاني المرضى من صعوبة البدء في النوم أو صعوبة استمرار النوم أو كلا المشكلتين. كما قد يعاني المرضى من الهلوسة أثناء النوم وأهم أعراضها تخيل ورؤية اشياء غير حقيقية وتصل نسبة المصابين إلى 40%. وتعبر هذا العرض من أهم اسباب تنويم مرضى الرعاش.
  3. - زيادة النعاس خلال النهار: يعاني 15-575 من مرضى الرعاش من زيادة مفرطة في النعاس خلال النهار كما قد يعانون من نويات مفاجئة من النوم لا يستطيعون مقاومتها. ولهذا العرض اسباب كثيرة منها المرض نفسه ولكن اضطرابات النوم المصاحبة والأدوية المستخدمة في العلاج قد تزيد من النعاس.
  4. - اضطرابات التنفس أثناء النوم: وتظهر الدراسات أن 20-66% من مرضى الرعاش يعانون من اضطرابات التنفس اثناء النوم. ومن أعراضها الشخير وتوقف التنفس والاختناق اثناء النوم.
  5. - متلازمة حركة الساقين غير المستقرة: وهو اضطراب يسبب تملل في الساقين قبل النوم ويسبب الأرق.
  6. - زيادة الرغبة في التبول ليلا: وقد اظهرت إحدى الدراسات أن 62% من مرضى الرعاش يعانون من هذا العرض وهو ما يسبب تقطع النوم والأرق.
  • الأدوية التي تستخدم لعلاج مرض الرعاش قد تؤثر سلبا على النوم

الاضطرابات الحركية السلوكية أثناء مرحلة الأحلام:

ويصيب معظم المرضى المصابين بمرض الرعاش ولكن بدرجات متفاوتة حيث تظهر الأعراض بصورة واضحة لدى البعض في حين تكون مظاهر الاضطراب خفيفة في حالات أخرى ولا تسبب مظاهر إكلينيكية.

وتم التعرف على هذا الاضطراب حديثًا حيث تم تشخيص أول حالة عام 1986. والخلل الواضح في هذا الاضطراب هو غياب آلية شلل العضلات مما ينتج عنه حركة الأطراف. وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا؛ تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات). وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز حتى يستطيع النائم أن يتنفس وأن يحافظ على مستوى الأكسجين طبيعيًا في الدم. فحتى لو كان حلم النائم مليئًا بالعمل والحركة فإن آلية ارتخاء العضلات تضمن له بقاءه في سريره ولا يشعر من يوجد بجوار الذي يحلم بأنه قد يكون في حلم كثير الحركة. وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقال النائم إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظه من النوم. إلا أنه عند المصابين بالاضطرابات الحركية السلوكية أثناء النوم لا تعمل آلية الحماية هذه بالصورة المطلوبة فينفّذ النائم الحركات التي يقوم بها في نومه، فمثلا قد يقوم النائم بالركل والضرب أو القفز المفاجئ من السرير أو الحديث والصراخ، وفي الحالات الخفيفة قد تقتصر حركة النائم على بعض الحركات الخفيفة في الأطراف، أما في الحالات الشديدة فإنها قد تسبب حركات عنيفة قد تؤذي المريض أو الذي يشاركه السرير. وتتفاوت الإصابات من الكدمات البسيطة والنزيف البسيط إلى الجروح الغائرة والكسور المضاعفة أو إصابات الدماغ والنزيف الدماغي، والاضطراب يصيب الرجال أكثر من النساء وكما ذكرنا أعلاه يظهر أكثر عند المصابين بالأمراض العصبية المركزية التنكسية مثل مرض الباركنسون (الرعاش) أو بعد جلطات الدماغ أو إصابات الرأس الشديدة. كما أن بعض الأدوية النفسية وبعض مضادات الاكتئاب قد تسبب المشكلة، وكذلك قد تظهر الأعراض عند المدمنين على الكحول عند توقفهم المفاجئ عن الكحول. وفي العادة يتذكر المريض تفاصيل الحلم حال إيقاظه من حالة الهيجان ويستعيد إدراكه مباشرة بعكس المصابين باضطراب المشي أثناء النوم أو اضطراب رعب النوم أو الصرع التي لا يتذكر المريض في العادة ما حدث ولا يستعيد إدراكه مباشرة حال إيقاظه.

ولتشخيص هذا المرض يتم إجراء دراسة ليلية للنوم مع مراقبة المريض بالفيديو طوال الدراسة لاستبعاد الاضطرابات التي قد تشابه المشكلة مثل الصرع أو المشي أثناء لنوم. ويستجيب المرضى في العادة للعلاج الطبي بأحد العقاقير التي تستخدم لهذه المشكلة، وتكون الاستجابة في العادة جيدة وسريعة. كما يُنصح المرضى بعدم إجهاد أنفسهم قبل النوم وإبعاد المواد الحادة من غرفة النوم وعدم النوم على أسرّة مرتفعة. كما يُنصح من يشارك المريض السرير أو الغرفة بأخذ الحيطة حتى يتم العلاج.

أ.د. أحمد سالم باهمام
كلية الطب - جامعة الملك سعود
أستاذ واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم
مدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم

Share