EN
:  حجم الخط
التعرق الليلي (أثناء النوم).

التعرق الليلي أو التعرق خلال النوم، مشكلة طبية تواجه الممارسين لطب النوم بشكل متكرر. ويعرف التعرق أثناء النوم بأنه تعرق شديد يؤدي إلى ابتلال ملابس المصاب وفراشه بالعرق الشديد بالرغم من كون البيئة التي ينام بها معتدلة الحرارة أو باردة. ويعتقد أن هذه المشكلة تصيب 3% من الناس. وفي أكثر الحالات يكون سبب التعرق الليلي حميداً، إلا أنه في بعض الحالات قد يكون عرضاً لأمراض خطيرة، لذلك وجب زيارة الطبيب لمن يعاني من التعرق الليلي.

لماذا يعرق الجسم؟

يعتبر العرق وظيفة أساسية لجسم الإنسان. وهو طريقة طبيعية فيسيولوجية لتبريد الجسم ومنع ارتفاع حرارته. ويحتوي الجسم على أكثر من 2 مليون غدة عرق يتحكم فيها جزء من المخ يعرف بمركز "تحت المهاد" (Hypothalamus). ويوجِّه هذا المركز غدد العرق لإفراز العرق وتبريد الجسم عند الحاجة لخفض حرارة الجسم، كما يحدث خلال التمارين الرياضية أو في الجو الحار. وعندما يتبخر العرق من فوق الجلد، فإنه يطلق الطاقة الحرارية والذي ينتج عنه تبريد الجسم.

أسباب التعرق الليلي:

وهناك أمور أخرى يمكن أن تسبب التعرق غير الجهد الجسدي أو ارتفاع حرارة الجو. فمن الاضطرابات التي قد تسبب التعرق الليلي (أثناء النوم):

  • الأمراض المعدية مثل الدرن (السل)، أو الأمراض الفيروسية مثل الإنفلونزا.
  • الاضطرابات الهرمونية مثل زيادة إفراز الغدة الدرقية، أو اضطرابات الغدد الأخرى مثل مرض السكري، أو اضطرابات الهرمونات المصاحبة للوصول لسن توقف الطمث، أو البلوغ أو الحمل.
  • الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وهو أحد الأسباب المهمة، حيث تعاني نسبة كبيرة من مرضى توقف التنفس اثناء النوم من التعرق الليلي.
  • القلق والتوتر
  • السمنة المفرطة حتى ولو لم تكن مصحوبة بتوقف التنفس أثناء النوم.
  • بعض أنواع الأورام مثل "الليمفوما"
  • أمراض القلب وخاصة احتشاء عضلة القلب
  • بعض الأمراض العصبية مثل مرض الشلل الرعاش
  • كما أن الكثير من الأدوية قد يكون من ضمن آثارها الجانبية التعرق الليلي.

علاج التعرق الليلي:

يعتمد العلاج في الأساس على تشخيص سبب التعرق الليلي وعلاجه. فإذا تم تشخيص السبب، فالعلاج يوجه للمرض الأساسي مثل اضطرابات الهرمونات أو توقف التنفس أثناء النوم أو أمراض القلب وغيرها.

أما في حال عدم الوصول إلى سبب واضح وجلي، فإن العلاج يعتمد على الوقاية وعلاج الأعراض. ويمكن تلخيص ذلك في التالي:

  • ممارسة تمارين الاسترخاء قبل النوم وبعض الاستيقاظ قد يخفف من المشكلة وهذا يفيد كثيرا عند المرضى الذين يعانون من القلق والتوتر.
  • تبريد جو الغرفة، واستخدام ملابس خفيفة للنوم مصنوعة من القطن أو المواد الطبيعية الخفيفة الأخرى.
  • بعد الأكل، تزداد عمليات حرق السعرات (عمليات الأيض) في الجسم، مما قد يسبب الشعور بالحرارة، لذلك ينصح بأخذ آخر وجبة حوالي 3 ساعات قبل النوم. كما ينصح بالتقليل من البهارات وخاصة الحارقة منها وعدم شرب أي منبهات قبل النوم ب 3-4 ساعات.
  • الإكثار من شرب الماء خلال اليوم.
  • هناك بعض الأدوية التي تقلل من التعرق، ولكن لا توصف إلا تحت إشراف طبي مباشر.

 

أ.د. أحمد سالم باهمام
كلية الطب-جامعة الملك سعود
أستاذ واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم
مدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم

Share