EN
:  حجم الخط
تحفيز العصب تحت اللساني.. طريقة جديدة لعلاج توقف التنفس الإنسدادي أثناء النوم

توقف التنفس أثناء النوم اضطراب شائع يصيب حوالي 4% من متوسطي العمر السعوديين، وينتج عنه توقف التنفس بسبب انسداد مجرى التنفس العلوي (البلعوم) خلال النوم مما ينتج عنه الشخير، تقطع مستمر في النوم، اختناق (شرقة) أثناء النوم، زيادة في النعاس أثناء النهار، زيادة في التبول الليلي جفاف الفم، صداع صباحي، زيادة الارتجاع المريئي في الليل، ونقص متكرر في مستوى الأكسجين وهذا بدوره يسبب مضاعفات عضوية عديدة على أجهزة الجسم المهمة كالقلب والمخ. ومن هذه المضاعفات، ارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بالسكري، والاكتئاب، وتصلب الشرايين والجلطات القلبية والدماغية.

وعادة يتم علاج هذا الاضطراب بفعالية باستخدام جهاز التنفس المساعد (السيباب)، ولكن هناك نسبة من المرضى لا يتقبلون الجهاز.

ومن خلال الأبحاث العلاجية الجديدة تم تطوير حلول علاجية بديلة لهؤلاء المرضى، حيث تستخدم بعض التدخلات الجراحية المختلفة، كما تستخدم مقومات خاصة للفكين تلبس اثناء النوم. ولكن النتائج بصفة عامة ليست بجودة نتائج جهاز التنفس المساعد.

طريقة علاجية جديدة ومبتكرة تم تطويرها حديثا، وتم إقرارها كطريقة علاجية لمرض توقف التنفس اثناء النوم من قبل هيئة الدواء والغذاء الأميركية. يعرف العلاج الجديد بطريقة "تحفيز العصب تحت اللساني".

من المعلوم أن هناك عضلات في مجرى التنفس العلوي تحافظ على بقاء مجرى التنفس مفتوحا خلال النوم حتى يتنفس النائم بسهولة. ولكن عند بعض المرضى ترتخي هذه العضلات بشكل كبير خلال النوم مما ينتج عنه انغلاق كامل أو جزئي في مجرى التنفس العلوي ومن ثم توقف التنفس. من أهم هذه العضلات، عضلة اللسان وتعرف علميا بالعَضَلَةُ الذَّقْنِيَّةُ اللِّسانِيَّة، وهي عضلة كبيرة تستقر في قاع الفم وتشكل الجدار الأمامي لمجرى التنفس العلوي. وفي حال تحفيز هذه العضلة عن طريق العصب المغذي لها ويعرف بالعصب تحت اللساني، فإن العضلة تنقبض للأمام مما يوسع مجرى التنفس العلوي. وعند النوم، ترتخي هذه العضلة عند بعض المرضى وترجع إلى الخلف مما ينتج عنه ضيق مجرى التنفس العلوي وظهور الشخير، وأحياناً تتسبب في انسداد كامل لمجرى التنفس وهو ما يسبب الاختناق الليلي.

طريقة العلاج الجديدة تعتمد على تنشيط هذه العضلة خلال الشهيق حتى تنقبض للأمام وتوسع مجرى التنفس العلوي. ولتحقيق ذلك، يتم جراحياً زراعة جهاز (منظم كهربائي) تحت الجلد في منطقة الصدر يستشعر بداية الشهيق عن طريق حساس مرتبط بعضلات القفص الصدري؛ وعند بدء عملية الشهيق، يقوم المنظم بتحفيز العصب تحت اللساني والذي بدوره يسبب انقباض العَضَلَةُ الذَّقْنِيَّةُ اللِّسانِيَّة التي تتقدم للأمام وتبرز من خلال الفم، ونتيجة لذلك يتوسع مجرى التنفس العلوي ويسهل التنفس. وتكرر هذه العملية طوال النوم. ويتم التحكم وتشغيل وإطفاء المنظم المزروع تحت الجلم عن طريق منظم عن بعد (جهاز ريموت) عن طريق المريض. وتتم معايرة وبرمجة الجهاز المنظم وقوة التحفيز عن طريق الطبيب المعالج.

وكما ذكرنا أعلاه، أثبتت الأبحاث العلمية الرصينة فعالية هذا النوم من العلاج عند فئة محددة من مرضى انقطاع التنفس اثناء النوم. وبناء على النتائج الإيجابية للأبحاث، أقرت هيئة الدواء والغذاء الأميركية استخدام هذا النوع من العلاج لمرضى توقف التنفس اثناء النوم، ولكن لفئة محددة من المرضى.

هذه الفئة من المرضى التي قد يمكن استخدام هذه الطريقة لعلاجها يكون لديها المواصفات التالية:

  • فشل الحل العلاجي الأول والأفضل لتوقف التنفس اثناء النوم وهو جهاز التنفس المساعد (السيباب)
  • أن يكون مؤشر كتلة الجسم أقل من 32 كلغم/م2
  • عدد مرات انقطاع التنفس اثناء النوم بين 20-50 مرة بالساعة. ولا ينصح بهذه الطريقة العلاجية لمن يزيد توقف التنفس عندهم عن 50 مرة بالساعة.
  • ألا يكون انسداد الحلق عند النوم مُتَراكِزا (مركزيا) عند فحص مجرى التنفس بالمنظار خلال النوم تحت تأثير المخدر(DISE)
  • عدم وجود توقف تنفس مركزي اثناء النوم وهذ الإجراء بصفة عامة آمن إذا أجري في مركز متخصص ومن قبل جراح خبير. وقد أظهرت الأبحاث أن الآثار الجانبية والمضاعفات لا تتعدى 2%، وهي بصفة عامة خفيفة ومؤقتة حيث تزول مع الوقت.

من هذه الأعراض الجانبية والمضاعفات:

  • ألم خفيف بعد العملية مكان زراعة الجهاز المنظم.
  • تصلب مؤقت في اللسان.
  • سحجات وخدوش في اللسان.
  • ضعف مؤقت في اللسان.
  • وتورم بسيط بعد الجراحة.
  • كما أظهرت الأبحاث أن العلاج لم يكن له مضاعفات خطيرة بعد متابعة المرضى لثلاث سنوات

 

أ.د. أحمد سالم باهمام
كليةالطب-جامعة الملك سعود
أستاذ واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم
مدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم

Share