البخور والصحة

الرائحة الطيبة تنعش القلب وتريح النفس. ويقبل الناس على استخدام العطور بمختلف أنواعها. ففي حين يفضل البعض العطور المصنعة، نجد أن الكثير من الناس في مجتمعنا يستخدمون البخور (الدخون أو العود) وخاصة في المناسبات الاجتماعية أو الدينية. ويعلم أطباء الصدر أن بعض المرضى المصابين بمرض الربو أو أمراض الصدر المزمنة الأخرى يتحسسون من البخور وينتج عن ذلك زيادة في أعراض التنفس لديهم.

ويُعتقد أن البخور والعود ينتجان مواد وغازات ضارة مثل أول أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين والفورمالديهايد والتي تسبب التهاب الرئة. ففي دراسة قامت بها باحثون من جامعة نورث كارولينا وأجريت الدراسة في دولة الإمارات ونشرت عام 2013 أغسطس في مجلة Science of The Total Environment، وجد الباحثون أن حرق البخور في الأماكن المغلقة يولد مستويات ضارة من ملوثات الهواء وينتج عن ذلك التهاب في خلايا الرئة. ووجد الباحثون أن أحجام الجسيمات المنبعثة من البخور تراوحت بين 20-300 نانوميتر. وتجاوز تركيز أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين المستويات المسموح بها في دخان التبغ. وأظهرت خلايا الرئة التي تعرضت لغازات البخور تغيرات التهابية كبيرة. ونسب الباحثون جزء من التركيز العالي لأول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين إلى استخدام الفحم وحرق البخور.وحذر الباحثون من أن حرق البخور في الأماكن المغلقة يساهم في تلوث الهواء وقد يكون لها تأثير سيء على الجهاز التنفسي وصحة الإنسان. وأظهرت دراسات أخرى في الهند نتائج مشابهة لما توصلت إليه الدراسة السابقة. كما أظهرت دراسة أخرى أجريت في عُمان ونشرت عام 2009 في مجلة BMC Pulmonary Medicine أن البخور يزيد من أعراض الربو عند الأطفال بنسبة 250%.

 

أ.د. أحمد سالم باهمام
كلية الطب - جامعة الملك سعود
أستاذ واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم
مدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم

Share