EN
:  حجم الخط
علاج توقف التنفس يقلل تكلفة الرعاية الصحية

من المعروف لدى الكثير من الأطباء وبعض العامة أن الشخير الذي يصاحبه انسداد مجرى الهواء العلوي وتوقف متكرر للتنفس أثناء النوم قد يسبب الكثير من الأمراض العضوية الخطيرة كارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والجلطة الدماغية وغيرها، وأن علاج هذا الاضطراب يؤدي بمشيئة الله إلى زوال الكثير من مضاعفات المرض. ولكن الأمر الذي يجهله الكثير من العاملين في القطاعات الصحية المختلفة هو التكاليف المادية التي تتحملها القطاعات الصحية المختلفة لعلاج مضاعفات هذا المرض، وأن تشخيص وعلاج هذا المرض في وقت مبكر يوفر الكثير من المال والجهد وقبل ذلك الصحة للمرضى. وفي بحث قمنا به سابقًا وتم نشره، بينّا أن المرضى الذين يعانون من انسداد مجرى الهواء وتوقف التنفس المتكرر أثناء النوم يلجؤون إلى مراجعة المستشفيات والعيادات بكثرة مقارنة بغيرهم، مما يعني زيادة أعباء الرعاية الصحية، وقد تم نشر عدد من الأبحاث في هذا المجال. فقد وجدنا أن تكلفة علاج المرضى المصابين بهذا المرض وعدد الليالي التي ينومونها في المستشفيات تنخفض إلى نحو النصف بعد تشخيص المرض وعلاجه. ويعزى السبب في ذلك من وجهة نظرنا إلى أن هؤلاء المرضى يشكون من العديد من الأعراض والمضاعفات المختلفة التي تستدعي زيارات متكررة للمستشفيات وللأطباء في تخصصاتهم المختلفة.والمعروف علميًا أن حالة المريض المصاب بهذا المرض لا تتحسن حتى يتم علاج أساس المشكلة وهو توقف التنفس أثناء النوم

Description: Apnea Treatment.

وبناء على الأبحاث العلمية المنشورة في هذا المجال فقد نشرت الأكاديمية الأمريكية لطب النوم تقريرًا ذكرت فيه أن علاج توقف التنفس أثناء النوم مبرر علميًا وإكلينيكيًا، وأن علاج هؤلاء المرضى العلاج المناسب لمشكلة توقف التنفس يؤدي إلى تقليل تكلفة الرعاية الصحية لهؤلاء المرضى على المدى القصير والطويل. وبناء على ما سبق فإن أكثر الدول الغربية تغطي تكاليف دراسات النوم للمرضى المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم، وتغطي كذلك تكلفة أجهزة العلاج التي يستخدمها المرضى أثناء النوم، وهي أجهزة تضخ الهواء تحت ضغط موجب ويتم تركيب قناع أنفي أو وجهي على الوجه أثناء النوم، ويفتح الجهاز مجرى التنفس ويؤدي إلى اختفاء الأعراض. ويجبر القانون شركات التأمين على تغطية هذا النوع من العلاج في الدول الغربية. وللأسف فإن أكثر الجهات الصحية في المملكة لا تغطي تكاليف مثل هذا العلاج للمرضى، كما أن الكثير من شركات التأمين في المملكة لا تعالج المرضى المؤمّنين لديها والمصابين بهذا المرض العضوي الخطير (توقف التنفس أثناء النوم) حيث لا تغطي تكاليف دراسات النوم وقيمة الأجهزة مما يؤثر في صحة المرضى وعافيتهم، وللأسف لا يوجد نظام يراقب عمل هذه الشركات، وهذا موضوع يحتاج إلى إعادة زيارته ومناقشته بشيء من التفصيل في المستقبل.

 

أ.د. أحمد سالم باهمام
كليةالطب-جامعة الملك سعود
أستاذ واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم
مدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم

Share